بي بي سي: سيول عبّارة كورية الجنوبية: ما نعرفه - حرّر في 15 مايو 2014
بعد مضي شهر على غرق العبّارة سيول، يحاول الغواصون
العثور على 23 جثة للأشخاص المفقودين. وقد أُكدت وفاة 276 شخص من أصل 467 كانوا
على متن السفينة، وبذلك يجعلها أسوء كارثة بحرية حدثت في كوريا الجنوبية. هذا
الجدول الزمني يوضح ما نعرفه الآن عن تسلسل الأحداث المأساوية.
جدول زمني للأحداث
15 أبريل، 9 مساءً: كان من المفترض أن تبحر السفينة سيول في
الوقت المحدد لرحلتها أثناء الليل من إنشون إلى جزيرة جيجو البركانية في الساعة
6:30 مساء يوم 15 من أبريل. وقد تم تأجيلها بسبب الضباب وفي نهاية المطاف غادرت في
حوالي الساعة 9 مساءً.
ووفقاً للبيان الرسمي، كان هناك 476 شخصاً على متنها:
443 راكباً بما في ذلك مجموعة طلاب يبلغ عددهم 325 ومعلميهم من ثانوية أنسان. إلاّ
أن إجمالي عدد الركاب قد يكون أعلى من ذلك.
16 أبريل: بحلول الصباح، كانت السفينة تبحر خلال منطقة مياه
غادرة بالقرب من جزيرة جندو وقد قامت بانعطافٍ حاد وبدأت بالميلان بخطورة.
إنه ليس من الواضح لماذا قامت السفينة بهذا الإنعطاف،
لكن القبطان لي جون-سوك لم يكن وقتها على الجسر، وقد كان وكيله الثالث عديم الخبرة
بارك هان-كيول يقود السفينة.
بيانات نظام التحديد التلقائي صدر في وقت لاحق من قبل
السلطات. ويبين انعطاف العبارة، ثم فقد السيطرة وبدء إنحرافها جانبياً.
بدأت السفينة سيول بالانقلاب بسرعة.
16 أبريل، حوالي 8:52 صباحاً: و بينما كانت السفينة تميل، جاء أول نداء
استغاثة، ولم يكن ذلك من الطاقم، لكنه وصل من أحد الطلاب، وهو صبي في سن المراهقة
قام بالاتصال برقم الطوارئ الوطنية.
"انقذونا! نحن على متن سفينة وأعتقد أنها
تغرق." قال الصبي إلى موظف الإطفاء الذي استقبل الاتصال.
8:55 صباحاً: وبعد بضع دقائق في الساعة 8:55 اتصل الطاقم
بشؤون ميناء جزيرة جيجو لطلب المساعدة. نص المحادثة يوضح التبادل اليائس بين
السفينة والشاطئ.
وفي هذه الأثناء كان يتم بث إعلانات للركاب تخبرهم
بالبقاء في أماكنهم. لقطات من هاتف محمول تم استرجاعه من الضحايا لاحقاً توضح
طلاباً خائفين لابسين سترات النجاة ويناقشون ما إذا كان عليهم إلتزام التعليمات أو
محاولة الهرب.
لقطات هاتف محمول توضح التزام الركاب بالتعليمات
وبقائهم في أماكنهم.
8:55- 9:37 صباحاً: حث شؤون ميناء جزيرة جيجو وجزيرة جندو الأقرب
لموقع العبّارة على إخلاء السفينة.
لكن القبطان لي طلب تأكيداً أن الإنقاذ سيأتي. ولاحقاً
قال إنه كان قلقاً من أن التيار قد يجرف الركاب بعيداً إذا دخلوا الماء البارد
السريع.
وقد حوصر الطاقم أيضاً على الجسر بزاوية ميلان السفينة
وبتساقط الحاويات، ولم تمكنوا من الوصول إلى الركاب.
9:30 صباحاً: مراكب خفر السواحل وطائرات الهليكوبتر بدأت
بالوصول. وقال القبطان إن العبّارة وقتها مالت 60 درجة.
9:37 صباحاً: قال الطاقم في آخر اتصال أنهم قد أعطوا أمر
الإخلاء وأن بعض الركاب فروا من جهة
الميناء.
وخلال الساعتين المقبلتين، تم إنقاذ 172 فرداً من الركاب
والطاقم، لكن حُوصر غيرهم الكثير بالداخل عندما نزلت السفينة تحت الأمواج.
حالة السفينة
قامت شركة تشونغهاجن مارين المالكة لسيول بعد شراء
العبّارة من اليابان في عام 2012 بإعادة تصميمها لإضافة مقصورات ركاب جديدة.
وقد تخطت العبّارة فحص السلامة في سجل كوريا للنقل بشرط
أن تحمل العبارة مياهً أكثر في خزانات التوازن وحمولة أقل لتعوض الحمل الزائد في
الجزء العلوي.
ومع ذلك، فإن المحققين يبحثون في تقارير تفيد بأن
العبارة كانت تُحمل فوق طاقتها باستمرار. وقال قبطان سابق أنه قام أيضاً بتحذير
مالك السفينة أنها أصبحت غير متوازنة.
وقد كانت العبّارة تحمل 3608 طن من البضائع ويشمل ذلك
108 مركبة عندما وقعت الكارثة، في حين أن الحد الموصى به كان 987 طن.
وقالت وكالة الأنباء الكورية يونهاب نقلاً عن محققين أن
كمية المياه في خزانات توازن السفينة كانت 580، أي ما يعادل 37% من المطلوب
قانونياً وذلك جعلها غير متوازنة بشكل خطير.
يبحث المحققون في أسباب غرق السفية سيول.
توضح سجلات شركة تشونغهاجن مارين البحرية أن البضائع
أصبحت جزءاً متزايد أهميته في ربحها خلال السنوات الأخير حيث أن ميزانية شركات
الطيرات قد حشرت سوق الركاب.
قام المسؤولون باعتقال 15 فرداً من طاقم السفينة. وقاموا
أيضاً باعتقال المزيد لاحقاً. وقد اتهم القبطان وثلاثة أفراد آخرين من الطاقم
بالقتل الغير متعمد.
وقالت يونهاب أن التحقيق المرحلي وجد أن الإنعطاف الحاد
كان السبب الرئيسي لغرق السفينة، لكن الحمولة الزائدة من البضائع ونقص مياه
التوازن جعلت السيطرة على الإنعطاف الحاد صعباً.
رفع السفينة سيول
لازال الغواصون يبحثون عن أجساد المفقودين في العبّارة
الغارقة، ولن تبدأ عملية رفع العبارة حتى إيجاد آخر جسد.
اقترح خبراء استخدام رصيف عائم، والذي سيتم وضعه تحت
السفينة سيول لإحضارها للسطح.
وقد بدأت أجزاءٌ من السفينة بالانهيار. وبالرغم من أن رافعات بحرية تتواجد في الموقع إلا أن رفع السفينة يعتبر عملية معقدة ومن المرجح
أن تستغرق عدة أشهر.








